- الشريكة: لا يشرع الاعتكاف في البيوت ومن منع بسبب الوباء فأجره محفوظ
- العليمي: لا يتحقق ولا يكون الاعتكاف إلا في المسجد وإذا حبس الإنسان فسيكون له الأجر وإن لم يفعله
- الرشيدي: عبادة خاصة بالمساجد وفضل الله واسع فلا يفوت الإنسان مقصودها في بيته وإن كان لا يسمى اعتكافاً
- العنزي: من كانت عادته الاعتكاف كل رمضان في المسجد فأجره ثابت إن شاء الله
- الغانم: عليه أن يخصص زاوية في بيته للصلاة والخلوة الإيمانية ولكن لا يعتبر ذلك اعتكافاً
ليلى الشافعي
بدأت العشر الأواخر من رمضان وعبادة الاعتكاف التي يحرص عليها الكثير، ولكن بعد أن أغلقت المساجد على خلفية تفشي فيروس كورونا، ما حكم الاعتكاف في البيوت وهل يمكن تخصيص مكان للصلاة في البيوت وما مدى مشروعية ذلك؟
يؤكد د.عبدالله الشريكة أن الاعتكاف في رمضان من السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم واعتكفت نساؤه من بعده. وقال: ولكن هذه العبادة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمساجد وتحديدا في الجوامع والمساجد التي تقام فيها الجمع، أما البيوت، فإن من اهل العلم من ذهب لمشروعية اعتكاف المرأة في غرفتها، ومنهم من يمنع من ذلك، لذلك نقول لا يشرع الاعتكاف في البيوت، وأن من اعتاد على الاعتكاف كل عام فأجره محفوظ وكذلك من نوى الاعتكاف ومنع منه بسبب هذه الظروف فذلك ايضا اجره محفوظ.
وأوضح ان الواجب الذي يقوم به المسلم في العشر الأواخر أكثر من اعتكاف احياء الليل بطول القنوت والتلاوة، ولهذا على الانسان ان يجتهد في العشر ويحتسب اجره في ترك الاعتكاف في المسجد لتعذر هذا بسبب الحظر. نسأل الله ان يرفع البلاء والوباء وأن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل.
ليس من المشروع
من جهته، قال د.راشد العليمي: من العبادات الجميلة التي تعلمناها من شريعتنا وذكرها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة في رمضان سنة الاعتكاف، والاعتكاف هو حبس النفس في المسجد تفرغا والتزاما لعبادة الله سبحانه وتعالى، هذه العبادة الكريمة كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ولو شغل عنها ولم يستطع ان يفعلها في رمضان كان يقوم بفعلها بعد رمضان في شوال والله سبحانه وتعالى ذكرنا بهذه العبادة بقوله: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) وقوله تعالى: (وطهّر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)، هذه من الأمور الدالة على أن هذه العبادة مشروعة ودليل على أنها مستحبة بفعلها الإنسان وخصوصا في رمضان، والنبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في رمضان واعتكفت كذلك زوجاته من بعده. وتساءل د.العليمي: في ظل الظروف التي تمر على العالم كله الآن، نسأل الله ان يشافي الناس في العالم كله، ما حكم ان يعتكف الانسان في بيته؟ اقول الادلة كلها ان الاعتكاف لا يتحقق ولا يكون الا في المسجد وهذا الأمر ما اتفق عليه الفقهاء وإن كان هناك بعض من الناس يقولون ان اراد ان يعتكف ففي بيته، وهذا الأمر لم يثبت عنه دليل صحيح من فعل او امر من هدي الصحابة، والمشروع ان يعتكف الانسان في المسجد، ينقطع عن الدنيا، يلزم طاعة الله، يباشر العبادة والذكر والمناجاة مع الله تعالى وحتى يشرع للنساء مثلما شرع للرجال.
وزاد، فإذا حبس الإنسان عن أداء هذه العبادة في المسجد نقول في بيته سيكون له الاجر وإن لم يفعله، فقد ثبت عن ابو موسى الاشعري انه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول: إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله عنه مرض او سفر كتب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم، ذكره الإمام ابو داود في سننه.
إذن هذا يبين لنا والحمد لله ان هذا الفضل موجود للإنسان ما كان له ما سبق له من عمل يعمله في شأن الاعتكاف في رمضان وكان الصحابة يحرصون على الاعتكاف في رمضان في المساجد ربما لليلة او يوم او ليلة العشر الاواخر من رمضان وكانوا يلتزمون المسجد ولا يخرجون الا مع اعلان الآن ليلة العيد او غدا العيد.
فمن كان هذا ديدنه وكان فعله قبل هذا الوباء العارض الذي ألم بالعالم كله نقول له أبشر بالخير فإن الاجر بلغك من الله وسيصلك وأنت في بيتك على ما سبق منك من عمل وحرص في رمضانات سابقة لك في هذا.
وقال العليمي: القول ان يعتكف الانسان في بيته هذا ليس من المشروع ولم يثبت.
فضل الله واسع
ويقول الشيخ عدنان الرشيدي الاعتكاف عبادة خاصة بالمساجد وقد عرفه كل الفقهاء بأنه لزوم المسجد لطاعة الله، فشرط صحته ان يكون في المسجد كما ان شرط صحة الطواف ان يكون بالبيت الحرام، فبعض العبادات خصها الله بمكان لا تفعل الا به، وقد اجمع اهل العلم على هذا المعنى كما نقل الاجماع ابن عبدالبر وابن قدامة وابن تيمية، ومستند هذا الاجماع قوله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) ووجه الدلالة ان الآية دلت على ان شرط الاعتكاف المسجد لأنه لو صح في غيره لم يختص تحريم المباشرة به لأن الجماع مناف للاعتكاف اجماعا، فعلم من ذكر المساجد ان الاعتكاف لا يكون الا فيها، ومن السنة عن عائشة رضي الله عنها قالت: «وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل عليّ رأسه وهو في المسجد فأرجّله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا»، والحمد لله إذا فات محل هذه العبادة ففضل الله واسع فلا يفوت الانسان مقصودها في بيته من الانشغال بالعبادة والذكر وقراءة القرآن والصلاة وإن كان لا يسمى هذا اعتكافا ومن علم الله صدق عزمه على الاعتكاف لولا العارض كتب الله له اجر المعتكف في المسجد ولو كان في بيته.
لا يجوز إلا بالمسجد
ويقول د.سعد العنزي: الاعتكاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها اصحابه ولا يزال المسلمون يعتكفون في رمضان في المساجد امتثالا لقوله تعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) فجمهور العلماء قالوا لا يصح الاعتكاف الا في المسجد وهذا هو الصحيح والراجح في القول، حيث ان من اركان وشروط الاعتكاف (النية) و(المسجد) هو مكان الاعتكاف، ومن كانت عادته الاعتكاف كل عام في رمضان في المسجد فأجره ثابت ان شاء الله تعالى.
يثاب على نيته
ويوافق في الرأي الشيخ صالح الغانم بقوله: جماهير اهل العلم يشترطون للاعتكاف ان يكون في المسجد اما المنزل فلا يصح الاعتكاف فيه لقوله تعالى (وأنتم عاكفون في المساجد) ويستطيع المسلم والمسلمة تخصيص زاوية في البيت للصلاة ولقراءة القرآن وللخلوة الإيمانية ويثاب المسلم على نيته الصالحة ولكن لا يعتبر ذلك اعتكافا.
اقرا ايضا