- الشطي: الحرص التام على التخلي من الذنوب والآثام قبل التحلي بكثرة العبادة والقربات فالتخلية قبل التحلية
- السويلم: فليتنافس المتنافسون في العشر الأواخر ويبتعدوا عن كل ما يلهي ويبعد عن الله
جاء رمضان يحمل في طياته الأمل للعصاة والمذنبيـــن والبائسين والقانطين، حيث ابواب التوبة والمغفرة مفتوحة، والنصـــر آت لا ريب فيه، اذا صدقنا النية والعزيمة.
وشهر الصوم فرض لتغيير السلوكيات وانتشال النفوس التي اثقلتها ماديات الحياة وألهتها شواغلها والسير بها في طريق جديد كله نقاء واخلاص وعزم، وعلينا وكاد رمضان على انتهاء نصفه ان نعلم ماذا قدمنا لأنفسنا وكيف نحتفي بالايام الباقية فيما يوصلنا الى النفحات والبركات التي تميز بها هذا الشهر فتغفر الذنوب والآثام، هذا ما يحدثنا عنه د.بسام الشطي، حيث اكد ان الاحتفاء الحقيقي بهذا الشهر الذي مر اكثر من نصفه لا يتعلق بالمظاهر المادية فحسب، بل ينبغي ان يتعداها ويتجاوزها تماما الى النواحي المعنوية بتهيئة النفس لأداء الطاعة على احسن وجه وتخليصها من جميع اهواء الحياة ورغائيها لأن الله تعالى لا يقبل من الاعمال الا ما ابتغي به وجهه الكريم فحسب، فهو اغنى الاغنياء عن الشرك، فمن عمل عملا لله تعالى اشرك فيه غيره فهو مردود كما افهمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن الكيفية الواجبة في احتفاء المسلمين بشهر رمضان، قال د.الشطي: لابد من ان تكون الطريقة
المشروعة للاحتفاء بشهر رمضان بالحرص التام على التخلي عن الذنوب والآثام وذلك قبل التحلي بكثرة العبادة والقربات، لأن التحلية ينبغي ان تكون دائما سابقة للتخلية، وتتحقق التخلية بعقد العزم على التوبة النصوح بصدق الرجوع الى صراط الله المستقيم مع الندم على ما وقع من تجاوز او تفريط في حق الله تعالى، والتصميم على هجر المعاصي هجرا تاما كاللبن اذا خرج من الضرع لا يمكن ان يعود اليه كما كان.الندموبين د.الشطي ان التوبة يلزمها الندم على ما فات ورد المظالم والحقوق الى اصحابها قدر الاستطاعة ومراجعة النفس ومحاسبتها على تقصيرها يدفعان الى الحرص على مرضاة الله تعالى، لأن النفس اللوامة نفس كريمة قد اقسم الحق سبحانه بها فقال عز من قائل (لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة)، ولأنها بكثرة اللوم لذاتها تصهر نفسها بنفسها في بوتقة الطاعات وتذهب خبثها وتطيب روحها وتخلي ذاتها بذاتها، لذلك فإنها تسمو بهذا التطهر وتعرج الى معالي النفس المطمئنة المخاطبة بقول الحق سبحانه وتعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
رد المظالمواضاف: ويجب كذلك على اثر هذه التوبة النصوح المصحوبة بإعادة الحقوق ورد المظالم الى أربابها ان يكثر المسلم من الصدقات وتقديم الحسنات لأنها تمحو السيئات مصداقا لقوله تعالى (ان الحسنات يذهبن السيئات)، فيكثر من فعل الخيرات في شهر رمضان خاصة في جميع اشهر السنة بصفة عامة بأن يكف لسانه ويده ورجله بل وجميع جوارحه عن كل ما لا يرضي الله تعالى، ويحبذ جميع حواسه وامكاناته في اعمال الخير والإعانة عليه بكل وسيلة مشروعة قدر استطاعته.
تكثيف العبادةويرى الداعية يوسف السويلم ان صوم شهر رمضان يغرس العديد من القيم في المسلمين كالاخلاص والارادة والمساواة والشورى وتوثيق الصلة بالله، وعلينا ان نصطحب هذه القيم في كل مراحل حياتنا وليس في شهر رمضان فقط وبضرورة الحفاظ على اداء العبادات التي كان يؤديها خلال شهر رمضان المبارك الذي سينتهي بعد ايام قليلة، وعلى رأس هذه العبادات صلاة الجماعة بالمساجد وقراءة القرآن وقيام الليل والتصدق بالسر والعلن وصلة الرحم، مضيفا: ان الكثير منا ينصرف عن هذه العبادات فور انتهاء الشهر الكريم، مؤكدا ان احوال المسلمين لن تنصلح الا بطاعة الله، فييسر على المعسرين ويفرج الكرب على المكروبين وخوفهم وذلك بطاعة الله والعمل بأوامره والمداومة عليها كما كان يفعل المسلمون في رمضان.
واكد الداعية السويلم على اهمية تكملة الشهر الفضيل بتكثيف العبادة خاصة العشر الاواخر التي قد تصادف فيها ليلة القدر، وليتنافس فيها المتنافسون من اعتكاف في المساجد وختمة القرآن والصدقة والعمرة ان امكن وغيرها من الطاعات حتى يكون صيامهم مقبولا، فيشتغل بالعبادة لله وحده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، واكثر ما يفسد هذا القلب الملهيات والشواغل التي تصرفه عن الإقبال على الله عز وجل من شهوات الأكل والشرب والنكاح والنوم وغير ذلك من الملهيات التي تفرق القلب وتفسد جمعه على طاعة الله، وكان رسولنا الكريم اذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وشد مئزره.
كتاب أعجبني
لعلهم يتفكرون
كتاب يحتوي على قراءة تفكرية في آيات الكتاب العزيز للكاتب عبدالله بن مرزوق القرشي ويعتبر هذا الجزء الثاني من سلسلة «لعلهم يتفكرون» والكتاب محاولة جديدة للتفكر في آيات القرآن الكريم وهي كما يقول المؤلف: لا تخلو من فوات يحتاج الى استدراك او خطأ يحتاج التصحيح، والعلم رحم بين أهله، لكن المقصود بعد ذلك التواصي على عبادة التفكر وألا نحرم قلوبنا وعقولنا من بركات القرآن وهداياته.
تناول الكاتب العديد من عبارات التفكر التي تشتكي من اهمال المسلمين منها التفكر في حلقات التحفيظ، وفجر الجمعة ولماذا سورة السجدة والإنسان كل جمعة، مؤكدا ان الموهبة شرف ومسؤولية ومنحة ربانية وحق هذه الموهبة شكر خالقها سبحانه، وتطرق الى عدة محطات قدمها بطريقة قصصية واقعية مرت به وتفكر فيها، وشرح عبادة نهي النفس عن الهوى، مستشهدا بالأب ابراهيم عليه السلام وعلاقة الحب بينه وبين ولده وذريته، هذه العلاقة التي تستحق ان نتوقف عندها بالتأمل والتفكر، وذكر الفوائد والعبر من قصة ابراهيم وتناول الحكم من الصيام (لعلكم تتقون) وفي قصة مختصرة شيقة عن هزيمة طالوت يبين فيها هدف الصيام وفهمه وتحدث عن الآمال النافعة والأوهام الخادعة التي تجعل صاحبها يسترخي عن التوبة ويقصر في الطاعة فإنه أمل خادع واما الأمل المشروع هو ما أمد العبد بالصبر والقوة والنشاط للعمل الصالح، ويتطرق الى عدة أبواب مهمة تفيد كل مسلم في حياته وآخرته والكتاب يستحق بجدارة ان يقرأ جيدا.
اكتشافات حديثة أثبتها القرآن والسنة قبل 1400 عام
أسرار علمية في علاج نبي الله أيوب عليه السلام
بعد دراسات مستفيضة أجراها العلماء الغربيون في محاولة معرفة أسرار العلاج الذي ذكره القرآن الكريم في الآية الكريمة (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) توصل العلم الحديث للتفسير الإكلينيكي لكيفية شفاء النبي أيوب عليه السلام مما ابتلي به من أمراض، فتوصلوا الى ان علاجه من جميع الأمراض التي ابتلي بها يكمن في مجرد الركض ثم المغتسل والشراب الباردين ومن المعلوم ان الركض رياضة انتشرت مؤخرا في الدول المتقدمة، وينصح الأطباء المختصون هناك بممارستها لأنها تنشط الأعضاء وتكسب الجسد المرونة مما يعني انه في أثناء اي مجهود للإنسان تفرز كرات الدم البيضاء بمعدل أكبر وهي التي تمثل جهاز الوقاية في جسم الإنسان فتزيل ما علق من شوائب أو ميكروبات، وتستمر تلك الكرات البيضاء في الإفراز طوال تعرض الجسد لأي تغيير في درجة حرارته، ثم جاء العلاج القرآني في الشق الثاني وهو الاغتسال بالماء البارد فعندما يغتسل الإنسان فإن جميع خلايا الجسد بما فيها من شرايين تعاود الانكماش بعد التمدد وفي ذلك استجابة لما تحتاج اليه من مرونة تقيها الكثير من أمراض القلب والدورة الدموية، اما الشق الثالث فهو شرب الماء البارد الذي يحقق تلطيفا لدرجة حرارة البلعوم، وغسل الكليتين وتنظيفهما من الميكروبات وترده الشربة معافى قد برئ مما أصابه من مرض كما حدث لنبي الله أيوب عليه السلام، وبذلك نرى الآية قد تضمنت إعجازا علميا كشف عنه العلم
الحديث مؤخرا.
فتاوي الصيام
دواء الصداع
تناولت دواء للصداع بعد أذان الفجر وقبل إقامة الصلاة فقد كنت نائمة، فهل علي قضاء ذلك اليوم أم ان صيامي صحيح؟
٭ عليك قضاء هذا اليوم لأنك قد تناولت الدواء بإرادتك، وبعد علمك بدخول وقت الصوم ولا إثم عليك لأنك معذورة بسبب المرض.
سواك بدون طعم
ما حكم السواك في نهار رمضان؟
٭ يجوز للصائم ان يستاك في نهار رمضان، بشرط ألا يكون السواك مضافة اليه مواد تتحلل، وتدخل في جوف الصائم، كالسواك بطعم النعناع ونحوه.
نقل الدم
هل نقل الدم الى الصائم يفطر أم لا يفطر؟
٭ الدم هو خلاصة الطعام والشراب، فهو يأخذ حكم الغذاء، وعلى ذلك من أصيب بمرض او نزيف يحتاج فيه الى دم يحقن به، ففي هذه الحالة يفطر، وعليه القضاء.
الغروب أثناء السفر
إذا كنا في الطائرة وحان وقت الغروب، فإن وقت الغروب يدخل، ونرى الشمس ما زالت طالعة فمتى نفطر؟
٭ اختلف العلماء المعاصرون في هذه المسألة، والذي يترجح هو عدم الفطر حتى تغيب الشمس، ولو تأخرت ساعة عن موعدها او اكثر، لأن العبرة بموضع الصائم، وليس العبرة بموضوع الأرض التي تحته، كما يفتي بعض العلماء، مادام هناك ليل يستطيع الفطر فيه.
دعاء الإفطار
هل هناك دعاء خاص يقال عند الإفطار؟
٭ يستحب ان يدعو الصائم عند إفطاره بما أحب لنفسه وأهله والمسلمين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد»، ومن الدعاء الوارد ان يقول: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت» وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر يقول: ذهب الظمأ، وابتلّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله».
الجنابة أثناء النوم
إذا استيقظ الصائم فوجد نفسه على جنابة، فهل يفسد صومه، ويقضي عن هذا اليوم؟
٭ إذا احتلم الصائم أثناء الصيام فلا يفسد صومه، لأنه ليس بسبب من جهته، ولا باختياره.
استنشاق البخور
لقد سمعت بعض الناس يقولون إن البخور يُفطر، فهل هذا صحيح؟
٭ من أراد أن يتطيب ببخور، فعليه أن يحذر من أن يتعمد استنشاق البخور، بحيث لا يدخل الى جوفه عن طريق الأنف أو الفم، فيستطيع أن يبخر ثيابه ثم يلبسها، أو يضع طيبا، دون أن تدخل اجرامه الى أنف الصائم أو فمه، أما إذا تعمد استنشاق دخان البخر، فإنه يفطر، كما لو شرب سيجارة.
مشاهد ومضانية
الاعتكاف
الاعتكاف في شهر رمضان في العشر الأواخر سنّة مؤكدة تضاعف ثواب الأعمال الصالحة، ونجد المساجد في جميع المحافظات متمثلة بالمعتكفين يبتغون وجه الله تعالى، كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» والاعتكاف هو لزوم الإنسان المسجد من أجل التعبد والتقرب الى الله بأي نوع من أنواع العبادات مثل تلاوة القرآن وتدبر معانيه والصلاة والذكر، وقد واظب النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف في العشر الأواخر وفي ليلة القدر حيث أنزل فيها القرآن فلذا نجد المسلمين يتسابقون على القيام والاعتكاف لما بها من أجر كبير، وبه يقوي المسلم علاقته بربه ويعوض أي تقصير في السنوات الماضية، كما يرى الاعتكاف النفسي على المحاسبة والمراقبة على ما فرّط الإنسان ويعيد مراجعة أعماله ويجدد العزم على التوبة، ويعود النفس على الصبر وتحمل الطاعات واغتنام الوقت واستثماره وعلى الخروج من ضغوط الدنيا والاسترخاء.
أقرأ أيضاً: