- العنزي: هذا الوباء يحتاج إلى جهود كبيرة وعلاجه بالرقية الشرعية كذب ودجل
- العقيلي: إذن نغلق المستشفيات ونلغي العزل ونلجأ إلى الرقية لعلاج «كورونا»
- السماوي: ما أنزل الله داء إلا وله دواء فعلى المريض الذهاب للطبيب ويرقي نفسه
- الكوس: إذا اجتمعت الرقية الشرعية مع الدواء فهذا أفضل علاج
ليلى الشافعي
قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، وقال سبحانه: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء)، والرقية الشرعية مشروعة في العلاج سواء من الأمراض النفسية أو أمراض البدن، فهل كل مرض تفيد فيه الرقية؟ خاصة بعد أن أعلن الشيخ الموريتاني (يحظيه ولد داهي) أن وباء «كورونا» من الممكن أن يعالج بالرقية الشرعية، فهل هذا الوباء من الممكن معالجته بالرقية؟ وهل هذا لا يتنافى مع مراجعة الأطباء؟
في البداية، يؤكد د.سعد العنزي ان الرقية الشرعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي وسيلة للتطبيب والدعاء وطلب الشفاء من الله تعالى، أما فيما يتعلق بالوباء المنتشر في العالم (كورونا) فمن الدجل القول إنها تشفي هذا المرض على وجه الخصوص، فهناك من يتكسب ماليا بنشر هذه الدعوات، فهذا الوباء يحتاج إلى مختبرات للفحص ومعرفة مصدره ومن ثم وضع العلاج له واللقاحات الخاصة به، وهذا يحتاج الى اموال طائلة وجهود كبيرة وكوادر لا حدود لها حتى نستطيع السيطرة عليه، أما القول ان الرقية الشرعية تقضي على الوباء على وجه الخصوص، فهذا كذب ودجل وهبل.
يخالف الشرع والعقل
ويؤكد الشيخ د.احمد رخيص العقيلي ان الرقية الشرعية لا تصلح لكل مرض. وقال: لقد وردت الرقية الشرعية في المس وفي العين، وفي السحر، ولا شك ان القرآن الكريم يقوي من مناعة الإنسان، اما ان نخصص ونقول ان الرقية الشرعية تعالج «كورونا» فقد يكون الراقي الذي يرقي تنتقل إليه العدوى من هذا الشخص الذي ينفس عليه، وهذه مفسدة كبيرة، قد تدخل في البدع والخرافات، اذن بهذه الطريقة تغلق المستشفيات، ونغلق العزل، ونلجأ الى الرقية الشرعية وهذا خطأ يخالف الشرع ويخالف العقل. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء». وقال صلى الله عليه وسلم: «تداووا» والنبي صلى الله عليه وسلم قال: العلاج في ثلاث: كية نار أو شرطة محجم أو شربة عسل، أما بهذه الطريقة فأي واحد يعاني من صداع نعالجه بالرقية وأي واحد يعاني من مرض السكر يعالج بالرقية وأي شخص لديه فشل كلوي يعالج بالرقية، إذن نغلق المستشفيات ونلجأ للرقية وهذا من الخطأ الكبير الذي يكون مفتاحا للشياطين، والله أعلم.
العلاج والرقية
ويقول الشيخ عبدالرحمن السماوي: الرقية الشرعية للمريض من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم سواء كان الراقي شخصا آخر أو المريض نفسه يرقي نفسه، كما اخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أن نضع يدنا على مكان الألم ونقول اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر (سبع مرات)، وغير ذلك، والمرض إما ان يكون ظاهرا في المريض فإذا ظهرت العلة فعليه ان يعالجه عند الطبيب المختص ولا يغفل في نفس الوقت عن الرقية الشرعية لنفسه، وإما ان يكون المرض غير ظاهر كأن يعجز الاطباء عن تشخيصه او يقولون للمريض ليس فيك شيء بالرغم من ان المريض يعاني من الآلام، فعليه ان يلجأ للدعاء والرقية لنفسه.
ولفت الى ما صار للعالم من وباء كورونا، وقال هو وباء ومرض ظاهر فيشخص للمصاب ويقال فيك هذا المرض فعليه ان يأخذ بوصايا الطبيب لأن هذا المرض صار معروفا ومحسوسا ولا يفرط الى جانب العلاج ومراجعته للطبيب ان يرقي نفسه، ويدعو ربه، فربنا سبحانه قال (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)، ولكن إذا قال أحدهم انه يكفي ذلك الرقية ولا يأخذ العلاج ولا يذهب للمستشفى فهذا غير صحيح، فالله سبحانه ما أنزل داء إلا وله دواء علمه من علم، وجهله من جهل، فيعمل المريض بالأمرين بمعالجة نفسه عند الطبيب وأن يرقي نفسه فذلك خير، نسأل الله ان يرفع عنا الوباء والأمراض والأسقام.
بذل الأسباب
ويقول الشيخ حمد الكوس: الرقية الشرعية التي تشتمل على الدعاء وقراءة القرآن، لا شك انها علاج عظيم مبارك، ومن الاستعانة بالله، ولكن لا يقتصر عليها فقط، بل لا بد من بذل الأسباب الأخرى من الأدوية والعقاقير، وإذا اجتمعت الرقية الشرعية مع الدواء فهذا افضل علاج، فإن عدم فيها الإنسان الدواء فعليه ان يلهج بالدعاء ويرقي نفسه مستعينا بالله عزّ وجلّ حتى يحصل الدواء فإن حصله جمع بينه وبين الرقية، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالتداوي وهو الأسباب المشروعة فقال: «يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء، الا داء واحدا: الهرم»، أخرجه ابوداود (3858)، والترمذي (2038)، والنسائي في السنن الكبرى (7553) وابن ماجه (3436)، وأحمد (18454).
اقرا ايضا