- الحمدان: الوقت أثمن ما يملكه الإنسان في حياته فاستثمره فيما ينفع
- العدواني: القرآن أعطى للوقت أهمية بالغة فلابد من السعي والتعمير
بينما يتقدم الغرب بالعلوم ويقود العالم إلى أبعاد جديدة نظل نحن في خانة البلاد المتأخرة، يضيع الكثيرون جزءا كبيرا من شهر رمضان فيما لا يفيد، وهم قادرون على العمل والعطاء فتذهب حياتهم سدى والوقت فريضة غائبة عن الكثير.
نطرح هذه القضية على مائدة البحث وصولا الى الحل السليم.
أثمن ما يمتلكه الإنسان
تقول رئيسة التنمية الأسرية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منال الحمدان: كان الصحابة في بعض الأحيان يجلسون للراحة والترويح لكن بالقدر المباح، وبالقدر الذي لا يؤدي الى السرف، فأوقاتهم كلها كانت في التعليم والتزود بالعلم النافع مع السعي في الأرض والمشي في مناكبها ابتغاء فضل الله، فالسعي في الأرض مؤكد مع ما فرضه الله تعالى على خلقه من أداء الصلوات والصيام وغيرهما، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه).
وأكدت ان المسلم عندما يقوم بالعمل الجاد النافع والمشي في مناكب الأرض ابتغاء لفضل الله في ظل طاعته سبحانه فهو لا يعرف ما يسمى بالوقت الضائع لكي يقضيه على المقاهي وفي أماكن اللهو أو ما يسمى بوقت التسلية، فهذه المسميات لا يقولها إلا الغافلون الضالون.
رسالة المسلم
وتضيف الحمدان قائلة: إن الوقت هو أثمن ما يمتلكه الإنسان في حياته لأن منهج الله الأقوم يوجه المسلم الى استثمار عمره فيما ينفعه في العاجل والآجل، في الدنيا والآخرة، إن المسلم مكلف برسالة اختارها الله له وهي خلافته في الأرض وكونه خليفة يقتضي منه ذلك ان يعمر الأرض مصداقا لقوله تعالى (أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها).
وفي ذلك يروى عن الحسن البصري انه قال: «ما من يوم ينشق فجره إلا ينادي مناد من قبل الحق: يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم الوعيد».
لا فائدة
وإشارة الى ان الإنسان مسؤول عن كل لحظة تمر به وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها عمره فيما أفناه» وعلى ذلك لا يوجد في حياة المسلم وقت يضيعه في الجلوس على المقاهي والتسكع في الأسواق فيما لا ثمرة من ورائه ولا فائدة حتى الوقت الذي يستريح فيه او يروح فيه عن نفسه فيما شرع الله تعالى وفي حدود المباح ومن اجل القيام بعمل آخر جاد.
عمر ضائع
ويعيب الداعية سامي العدواني على الذين يضيعون أوقاتهم في المقاهي والأسواق ويقول: لقد نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم وحذرنا من الوقوع في الإثم والمعصية والجلوس على المقاهي وعلى قارعة الطريق فقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس في الطرقات» وقد طلب صلى الله عليه وسلم ان نعطي الطريق حقها من غض البصر والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وحق الطريق واجب على المسلمين ونجد البعض يترك أعمالهم ويتجمعون في المجمعات التجارية وغالبا ما يدور حديثهم في سير الناس وتعاطي الشيشة والمشروبات المختلفة والكلام الذي لا طائل من ورائه سوى تضييع الوقت والأدهى ان هؤلاء يتركون بيوتهم وزوجاتهم الذين يكونون في حاجة لوجودهم معهم، فالزوجة في حاجة الى زوجها ليساعدها في تربية أبنائها، والطالب في حاجة الى وجود والده ليستأنس به، وفي الحديث الشريف «وليسعك بيتك» اي ليكن بيتك أولى بك من خارجه، الأفضل لهؤلاء الذين يضيعون أوقاتهم ان يتحسسوا ثمرة أوقاتهم فيما ينفع ذريتهم في الدنيا والآخرة، خاصة ان الحياة دائما في حاجة الى السعي والتعمير والإصلاح سواء كان ذلك بالنسبة للشباب أو لكبار السن أو المتقاعدين.
وأشار العدواني الى أهمية الوقت في القرآن الكريم، حيث أعطى القرآن أهمية بالغة للزمن، فقد ارتبطت معظم العبادات في الشريعة الإسلامية بمواعيد زمنية محددة وثابتة كالصلاة والصيام والحج، بحيث ان أداءها لا يتحقق إلا عن طريق الالتزام بأوقاتها حسب اليوم والشهر والسنة، كما وردت في القرآن الكريم عدة آيات يقسم فيها الله تعالى بالزمن ومكوناته، الأمر الذي يشير الى الأهمية العظيمة التي أولاها الله تعالى للزمن، وانه شيء مقدس في الحياة، والتي يجب النظر اليها نظرة واعية متفهمة باعتبار ان الله تعالى اتخذها عنوانا يقسم به على أهمية الحقائق التي يريدها فقال تعالى في سورة العصر: (والعصر إن الإنسان لفي خسر)، وفي سورة الليل: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى) وفي سور أخرى تبين الزمن وأهميته.
ويستنكر العدواني تعود عدد من المسلمين على إهدار الوقت في التسلية ويعللون ذلك بقتل وقت الفراغ لديهم فتقول: ألا يعلم هؤلاء ان الوقت هو الذي يقتلهم، فاللحظة التي تنقضي تذهب بلا رجعة، والصحة لن تظل أبد الدهر، والعاقل هو الذي يغتنم كل لحظة من عمره في طاعة الله والتقرب له، واذا نظم المسلم وقته استطاع ان يحقق أهدافه ويصل لغايته دون إجحاف بحق من الحقوق الواجبة عليه، وكثير من الصحابة والمسلمين الأوائل الذين سجلوا نجاحات باهرة في ميادين الحياة المختلفة استطاعوا ان ينظموا أوقاتهم.
كتاب أعجبني
العبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين
كتاب يتكون من 190 صفحة من تأليف د.محمد موسى الشريف يبين فيه الكاتب أحوال السلف الذين برعوا في معرفة دواء القلوب فألزموها عن رضا وشوق وعالجوها مما بها من الآفات والعيوب فكانت قلوبهم طاهرة كأعمالهم صافية صفاء نياتهم، فكتب الله تعالى لهم القبول عند الملائكة والناس وأنجاهم من وساوس وشرور الوسواس الخناس ورفعهم جزاء مجاهدتهم القلبية فجعلهم المؤمنين واختارهم على علم على العالمين، هذا ما يقوله المؤلف، كما يبين اننا مأمورون باقتفاء آثارهم الطاهرة وعبادتهم وأعمالهم النافعة، أراد الكاتب أن يبين حالهم مع قلوبهم وأهمية ان يكون القلب متوجها الى مولاه، وتناول الكاتب مقارنة بين العبادات القلبية وعبادات الجوارح مريدا بذلك إصلاح قلوبنا حتى يلين ما لحقها من قسوة، ويبين ما عكرها من ذنب ومعصية، وقد شرح الكاتب عدة أحاديث وآثار عن الصحابة، شارحا تحديد المراد بالقلب وفضائل القلب وأهميته والقواعد العبودية للقلب، كما شرح وجوه التفاضل بين عبادات القلب
وعبادات الجوارح، ووسائل حياة القلوب ومفسداتها، ثم انتقل الى الكلام عن العبادات القلبية الأساسية.
والكتاب يحتوي على تفصيل لكل العبادات والاستشهاد بأقوال ابن القيم وغيره من العلماء.
اكتشافات حديثة أثبتها القرآن والسنة قبل 1400 عام
انشقاق القمر
كشف علماء وكالة ناسا وجود شق في القمر يبلغ طوله عدة مئات من الكيلومترات، ثم كشفوا عددا من التشققات على سطح القمر، ولم يعرفوا حتى الآن سبب وجود هذه الشقوق، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنها نتيجة لتدفق بعض الحمم المنصهرة ولكن هذه وجهة نظر فقط.
وهناك عدد كبير من التشققات على سطح القمر، وبعض هذه التشققات أشبه «بوصلات لحام» وكأننا أمام سطح معدني تشقق ثم التحم! وكل ما قاله علماء وكالة ناسا حول هذه الشقوق هو: rilles are still a topic of research.
ومعنى ذلك أن هذه الشقوق لا زالت قيد البحث، والحقيقة هذه الشقوق حيرت الباحثين حتى الآن ولم يجدوا لها تفسيرا. وكل النظريات التي طرحت لا تتناسب مع طبيعة الصور الملتقطة، إذ أن الصور تبين وكأن هناك لحاما ماهرا قام بلحام سطح القمر المتمزق!
وفي رحلة الفضاء التي قامت بها وكالة ناسا الأميركية التقط العلماء عددا كبيرا من الصور لظاهرة الشقوق القمرية rilles وقد حيرت هذه الصور الباحثين في العالم لم يجدوا لها تفسيرا منطقيا أو علميا حتى هذه اللحظة.
وقد يقول قائل: كيف يمكن للقمر ان ينشق إلى نصفين كل نصف في جهة، ما الذي أحدث ذلك؟ ولماذا لم يتعرض القمر للانهيار؟ وسيقولون إن هذا لو حدث فإنه يخالف قوانين الفيزياء والجاذبية والكون. ولذلك فإن خلاصة القول: هناك معجزات لا يمكن تفسيرها على ضوء العلوم، وهي معجزات اختص الله بها أنبياءه عليهم السلام، مثل معجزة العصا التي تنقلب ثعبانا على يد سيدنا موسى عليه السلام، ومثل معجزة إحياء الموتى على يد سيدنا المسيح عليه السلام، ومثل إحضار عرش ملكة سبأ خلال أجزاء من الثانية... فهذه المعجزات لا يمكن أن نفسرها علميا، وهي وسيلة لاختبار إيمان المؤمن.
ونحن كمؤمنين نشهد بأن هذه المعجزات صحيحة، تماما كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: (قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين.. الأنبياء: 56)، مع أن إبراهيم لم يشاهد خلق السموات والأرض إلا أن العقل والمنطق يقول بأن الله هو الذي فطر وخلق هذا الكون.
مهما يكن سبب هذه الشقوق، ومهما تكن طبيعة تشكلها، إلا أن العلماء لا يشكون أبدا في وجودها، وهي دليل مادي على وجود انشقاق في سطح القمر، ويكفي أن نعلم أن القرآن أشار إلى ذلك بقوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر.. القمر: 1). ولابد أن يكشف العلم هذه الحقيقة يوما ما لتكون معجزة تشهد على صدق هذا الدين.
فتاوي الصيام
صوم الصبي
ما حكم إلزام الصبي بالصوم؟
لقد ذهب جمهور العلماء الى مشروعية الصيام للصغير، وأنه يأمره وليه به إذا أطاقه، للتمرين عليه، لما روته الربيع بنت معوذ انه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ـ غداة عاشوراء الى قرى الأنصار: من أصبح مفطرا، فليتم صومه بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم. قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك، حتى يكون عند الإفطار.
المعاصي في نهار رمضان
هل يفطر الصائم إذا وقع في المعاصي في نهار رمضان؟
٭ ان من ارتكب المعاصي في رمضان، فإنه يتحمل إثما مضاعفا، لانتهاكه حرمة الشهر، وعليه المسارعة في التوبة الى الله تعالى، بالإقلاع عن الذنب والندم على ما عمله، والعزم على عدم العودة الى ذنبه مستقبلا، واما بالنسبة لصومه، فإنه صحيح، ومجزئ، مادام لم يفعل ما يوجب بطلان صومه.
غسل الأسنان
هل يجوز للصائم في نهار رمضان استعمال معجون الأسنان؟
٭ الفم لا يعتبر من جوف الإنسان، بل هو من الوجه، لذلك يدخل في الوضوء، عندما أمر الله تعالى بغسل الوجه، وعليه فإن غسل الأسنان بمعجون الأسنان جائز للصائم في نهار رمضان، ولا يؤثر على صومه ولكن على الصائم ان يبتعد عن الأنواع التي تكون فيها رائحة شديدة، او يكون لها أثر بعد غسل الأسنان.
أصوم وأنا مريض
أشعر بمرض، وقد نصحني الأطباء بعدم الصوم، ولكنني لا أستطيع أن أصوم، خصوصا في مثل هذه الأيام التي يكون النهار فيها قصير وبارد، فهل لي ان أصوم؟
٭ إذا كنت لا تطيق الصوم بحال، فالواجب عليك الفطر، أما اذا كنت تقدر على الصوم ولكن بضرر ومشقة، فيستحب لك الفطر.
والمرض الذي يصح للصائم الفطر فيه، هو المرض الذي يؤلمه، او يخاف تماديه.
أيهما أفضل؟
أيهما أفضل الصوم ام الفطر للمسافر؟
٭ يفضل للمسافر الصوم في نهار رمضان، ان كان ممن لا يجهده الصوم، لعموم قوله تعالى: (وأن تصوموا خير لكم)، ولأنه أبرأ للذمة.
ولا يجوز للمسافر الفطر قبل ان يخرج، لاحتمال ان يعوقه عن السفر عائق.
أغاني المحلات
للأسف نرى الآن في أسواقنا عند حلول أوقات الصلاة لا يعيرها البعض اهتماما خصوصا في رمضان، فماذا نفعل خصوصا أن بعض المحلات ترفع أصوات الأغاني فيها؟
٭ عموما اذا استطعت أن تنصح هؤلاء بالحسنى فلا بأس في ذلك انطلاقا من قوله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ولتكن النصيحة بالحسنى وتلفت نظره الى مخالفة ما هو عليه وعلى الأقل تقدير وقت الصلاة وخفض الصوت حتى لا يشوّش على المسلمين صلاتهم.
مشاهد رمضانية
مشروع أبوالحصانية
تشهد منطقة أبوالحصانية كل عام أكبر ولائم للإفطار التي تقدم الأكل ساخنا لأكثر من ٩٥٠٠ صائم في أكثر من 11 مسجدا وخيمة رمضانية في جميع مناطق الكويت وتقصده كل الجنسيات العربية والآسيوية موزعين على مساجد المشروع وخيامه الرمضانية والتي تتطلب اهتماما من أئمة المساجد بالمراقبة الدائمة.
وهذا العمل الخيري وغيره مما يدخل في باب إفطار الصائم من أبرز خصال أهل الكويت والتي توارثته كثير من الأسر الكويتية منذ القدم، وتعد ظاهرة رمضانية مألوفة تؤصل مظاهر الكرم الكويتي في استقبالهم جموع الصائمين الذين يعملون طول اليوم في يوم صيف طويل، وهذا العمل الخيري علامة مضيئة يتقرب بها أهل الخير الى الله عز وجل وقبيل الشهر المبارك لتنظيم هذا العمل ومشروع ابوالحصانية الخيري يستقبل ضيوف الرحمن منذ عام 2000 وكان العدد لا يزيد على 250 صائما حتى وصل الى أكثر من ٩٥٠٠ صائم.
والمشروع يتميز عن غيره بتقديم الوجبات الساخنة يوميا عن طريق طباخين محترفين وتحت إشراف مشرفين مكلفين بتوزيع الطعام للمساجد المسجلة في المشروع بواسطة السيارات المخصصة لنقل الطعام، ويتم كل يوم شراء اللحوم الطازجة والدجاج والخضار والفاكهة، بالإضافة إلى المشروبات الباردة كالعصائر مع تجهيز المطبخ والإشراف على نظافته ونظافة العمال.
أقرأ أيضاً: